خلال أيام العيد شعرت (أو بالاحرى ادركت) كم انا وحيدة و كان هذا الاحساس مؤلم بالنسبة لي بالرغم من ان الوحدة كانت نتيجة حتمية لخياراتي في حياتي .. في السنوات الماضية عندما ادركت بأن الجميع يطلب مني تنازلات لكي احظى بالحب والاهتمام ..وخاصة عائلتي المقربة اخوتي زوجي وعائلة زوجي.. شعرت بالقرف حيال ذلك وتساءلت لماذا البشر لا يمنحون الحب الا بشروط ..فاتجهت الى الخالق وفضلت الابتعاد عن المحيطين بي (عاطفياً) فتقربت من الله وصرت أحاول ان ارضيه بشتى العبادات والوسائل وكان هذا يشعرني بالراحة لانه احق من البشر بمشاعري وحبي الى ان في يوم من الايام كنت غير قادرة على أداء الصلاة لاسباب غير مهمة.. فشعرت بالذنب وكنت أتحدث الى الخالق وانا ابكي :" هل انت ايضا تحبني بشروط وانت العظيم؟ لماذا يجب ان اسجد بجسدي في حين ان روحي وكل ذرة في كياني تحبك وتسجد لك؟ .." حينها وبعد تلك المناجاة تغيرت كل حياتي وجاءني الرد في الحال عبر احداث و ادراك أدت بي الى اليقظة الروحية وكأنني كنت ميتة وعادت لي روحي وكأن الخالق دعاني لاعرفه عن قرب اكثر و كأن كل الكون احتضنني وعرفني كم انا محبوبة وكاملة وكافية لنفسي وان الحب في وليس خارجي لانني مخلوقة من الحب اساسا .. ثم تعرضت للنبذ اكثر فاكثر من المحيطين بي تركني زوجي تركتني عائلتي ..وكنت في كل مرة افقد شيئ كنت اعتمد عليه سابقا .. ومع ذلك كنت سعيدة كنت اشعر بالحرية والانطلاق وكنت اشعر بطاقة حب اغنتني عن كل ما خسرته باختصار كنت اولد من جديد! بعد سنوات من هذا الاختبار مازلت اشعر احيانا بالوحدة او الغربة لأنني اصبحت غير قادرة على تكوين صداقات جديدة واشعر باستمرار أنني مختلفة ولكنني لم افقد الايمان ابدا ان اشباهي موجودون في مكان ما وانني من الممكن ان احظى بهم في وقت ما وفي مكان ما.. ما أردت قوله ان "الولادة الجديدة" ممتعة ولكنها مؤلمة ايضا و لكن المستيقظ لا يرى نفسه "ضحية" مهما اشتد هذا الألم والوحدة والمعاناة بل يشعر بأن كل ذلك يحمل في طياته التشافي و التحرر .. وهذا هو الفرق بين المستيقظ والنائم!